|
المملكة
العربية السعودية
وزارة
التعليم العالي
الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة
(032)
كلية
الدعوة و أصول الدين
قسم
التربية (البرنامج الصباحي)
|
|
|
دور الجامعة السلفية ببنارس في تعليم الأقليات المسلمة بالهند
إعداد: عبد
الله الكافي بن لطف الرحمن بن مظفر حسين
إشراف: د/ عيد
بن حجيج الجهني
العام
الدراسي: 1435- 1436ه
P
شكر وتقدير
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
والصلاة والسلام على الرسول الكريم ومعلم البشرية وهادي الأمة الإسلامية، أما بعد: فإني أتوجه أولاً بالشكر
لخالقي سبحانه وتعالى على ما من به علي من أفاضل وأنعام عظام والتي منها التوفيق
لإتمام هذا البحث فله الشكر وله الحمد وأسأله سبحانه القبول وهو خير مسؤول.
ثم أتوجه بخالص شكري
وعظيم امتناني لوالديّ اللذين ربياني صغيراً، ووجهاني إلى طلب العلم منذ نعومة
أظفاري، فبارك الله في عمرهما وحفظهما الله وألبسهما ثوب الصحة والعافية.
كما أتوجه بالشكر
والعرفان للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي أتاحت لي فرصة مواصلة دراستي،
ممثلة في مديرها معالي الأستاذ الدكتور: عبد الرحمن بن عبد الله السند.
كما يسعدني في هذا
المقام أن أتوجه بخالص شكري وتقديري إلى كلية الدعوة وأصول الدين، وأخص بالشكر
وعظيم الامتنان رئيس قسم التربية فضيلة الأستاذ الدكتور: علي بن إبراهيم الزهراني،
وأعضاء هيئة التدريس بقسم التربية.
والشكر كل الشكر للوالد
الفاضل والمربي القدير أستاذنا الدكتور عيد بن حجيج الجهني، فله مني كل الشكر
والتقدير والعرفان، كما أتقدم بالشكر والتقدير لكل من مد لي يد العون والمساعدة
والدعاء من الإخوة والزملاء ولكل من أسدى لي توجيهاً، أو شجعني على فكرة، أو نبهني
على خطأ، أو دلني على تقصير، ولهم جميعاً أسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء، وأن
يجعل ما قدموه لي في موازين أعمالهم الصالحة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الفصل
الأول: المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ﭽ ﭑ ﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ
ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ
ﭮﭼ([1])
ﭽ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩ ﭪ ﭫ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ([2])
ﭽ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞﭼ([3])
وبعد: فقد قال الله تعالى في كتابه
الحكيم: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈﮉ ﮊ
ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔﭼ([4]) فقام صلوات الله وسلامه عليه بإبلاغ
هذه الدعوة خير قيام في الثقلين حتى أثنى عليه جل ذكره فقال: ﭽﭘ ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭼ([5]) ثم كانت هذه الدعوة بعده موضع عناية
الدعاة المخلصين من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من الدعاة والمبلغين،
وانتهجوا في دعوتهم منهج الأنبياء والمبعوثين، واقتدوا قدوة الأنام وسيد المرسلين
المبعوث رحمة للعالمين، وما زالت ولا تزال هذه السلسلة الذهبية على مر العصور ومدى
الدهور مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي
ظاهرين على الحق".([6]) فسعدت
بها الأمة الإسلامية في قرون عديدة، وحيث إن الدعوة الإسلامية في أقطار العالم
المعمورة اليوم تقوم بها المؤسسات الدينية والحركات العديدة والجماعات الإسلامية
ومن بينها جماعة أهل الحديث التي تواصل ليلها بنهارها في شؤون الدعوة والتبليغ.
ورجالها القائمون عليها والمشتغلون بها قد اهتموا اهتماماً بالغاً وقطعوا شوطاً
بعيداً في تحقيق أهداف هذه الجماعة، فهي جماعة عظيمة قوية منتشرة في العالم كله.
وهم أسسوا في العالم مدارس وجامعات كثيرة. من بينها الجامعة السلفية ببنارس.
والباحث يقوم ببيان دور هذه الجامعة في تعليم الأقليات المسلمة بدولة هند.
وأحاول أن أبذل جهدي فما كان من صواب
فمن الله وله الفضل والمنة وما كان من خطأ وتقصير فمني ومن الشيطان. وأستغفر الله
لي ولجميع المسلمين وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أسئلة
البحث:
سعى هذا البحث بفضل الله تعالى إلى
الإجابة على السؤال الرئيس الآتي:
ما دور الجامعة السلفية ببنارس في
تعليم الأقليات المسلمة بالهند؟
والإجابة
على هذا السؤال استلزمت الإجابة على الأسئلة الفرعية التالية:
1-
ما
تعريف الهند وموقعها الجغرافي؟
2-
ما
الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية في الهند؟
3-
ما
تاريخ الإسلام وجماعة أهل الحديث في الهند؟
4-
ما
أهداف تأسيس الجامعة السلفية ببنارس؟
5-
ما
مناهج التعليم في الجامعة السلفية ببنارس؟
6-
ما
مظاهر نجاح الجامعة السلفية ببنارس في تعليم الأقليات المسلمة بالهند؟
أهداف البحث:
هدف البحث إلى ما يأتي:
1-
التعرف
على دولة الهند وموقعا الجغرافي.
2-
بيان
الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية في الهند.
3-
بيان
تاريخ الإسلام وجماعة أهل الحديث في الهند.
4-
إبراز
أهداف تأسيس الجامعة السلفية ببنارس.
5-
التعرف
على مناهج التعليم في الجامعة السلفية ببنارس.
6-
إبراز
مظاهر نجاح الجامعة السلفية ببنارس في تعليم الأقليات المسلمة بالهند.
أهمية
البحث:
ظهرت أهمية البحث من كونه:
1-
يسهم
في تفعيل دور الجامعة السلفية وتحسين أدائها في خدمة المجتمع.
2-
يسهم
في تحقيق المعاصرة والعالمية في منهجية أدائها.
3-
يظهر
وظيفة الجامعة السلفية أمام المجتمع المسلم ويبرز أهميتها.
حدود البحث:
اقتصر هذا البحث على دراسة دور
الجامعة السلفية في تعليم الأقلية المسلمة بالهند.
مصطلحات
البحث:
1-
السلفية:
كلمة السلف ومشتقاتها تدور في أغلب
استعمالاتها حول الدلالة على التقدم والمضي والسبق الزمني. قال ابن منظور:
"والسلف أيضاً من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل،
ولهذا سمي الصدر الأول من التابعين: السلف الصالح".([7])
قال اللجنة الدائمة للإفتاء: والسلفيون جمع سلفي وهم الذين ساروا على منهاج السلف
من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما".([8])
قال ابن عثيمين رحمه الله: "السلفية هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه، لأنهم من سلفنا الذين تقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية".([9])
2-
الأقليات:
لغة: جمع أقلية، بفتح القاف وتشديد اللام
المكسورة، والياء المشددة المفتوحة من القلة، وهي ضد الكثرة، وأقل أي: أتى
بالقليل، أو جعله قليلاً.([10])
والأقلية خلاف الأكثرية.([11])
اصطلاحاً: وردت
تعريفات كثيرة للأقليات. ويذكر الباحث هنا ما يراه مناسباً لبحثه: هي مجموعة من سكان
دولة أو إقليم أو قطر ما يختلفون عن غالبية سكان تلك الدولة بخاصية من الخصائص
السابقة، إما في العرق، أو في الثقافة، أو في الدين، ويحاولون بكل الإمكانات أن
يحافظوا على هذه الخصائص لكي لا تذوب في خصائص الأغلبية.
الدراسات
السابقة
ويقصد بها الرسائل العلمية والأطروحات
والبحوث المقدمة والمحكمة ذات العلاقة بموضوع البحث الحالي، وبعد اطلاع الباحث على
الدراسات المقدمة إلى المؤسسات التعليمية وجد الدراسات التالية وهي على حد علمه
كالآتي:
الدراسة
الأولى: "جماعة التبليغ في الهند" الباحث: محمد جنيد عبد المجيد، رسالة
ماجستير منشورة في جامعة أم القرى، 2013م.
الدراسة
الثانية:
"جهود الشاه إسماعيل بن عبد الغني بن الشاه ولي الله الدهلوي في توضيح
عقيدة السلف في شبه القارة الهندية" الباحث: محمد عبد السلام محمد غوث،
رسالة ماجستير غير منشورة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة، 1995م.
الدراسة
الثالثة: "فقه النوازل للأقليات المسلمة: تأصيلاً وتطبيقاً" الباحث: محمد يسري إبراهيم، رسالة
دكتوراه منشورة في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، 2012م.
خطة
البحث
يتكون
البحث من أربعة فصول:
الفصل الأول: المقدمة، وفيها بيان:
أسئلة البحث.
أهداف البحث.
أهمية البحث.
حدود البحث.
مصطلحات البحث.
الدراسات السابقة.
خطة البحث.
منهج البحث.
الفصل الثاني: لمحة عن دولة هند وجماعة أهل الحديث، وفيه:
أولاً: تعريف موجز بالهند وموقعها
الجغرافي.
ثانياً: الأوضاع السياسية والاجتماعية
والدينية في الهند.
ثالثاً: الإسلام في الهند.
رابعاً: جماعة أهل الحديث في الهند.
الفصل الثالث: الجامعة السلفية ببنارس ودوره في تعليم الأقليات المسلمة، وفيه:
أولاً: تأسيس الجامعة السلفية ببنارس.
ثانياً: مناهج التعليم في الجامعة السلفية
ببنارس.
ثالثاً: الخدمات الإضافية في الجامعة
السلفية ببنارس.
رابعاً: مظاهر نجاح الجامعة السلفية
ببنارس في تعليم الأقليات المسلمة.
الفصل الرابع: الخاتمة، وفيها أهم:
1-
النتائج
2-
التوصيات
3-
المقترحات
فهارس البحث:
1-
فهرس
المصادر والمراجع
2-
فهرس
الموضوعات
منهج
البحث:
اتبع الباحث في بحثه المنهج
الوصفي والذي يعتمد على جمع المعلومات من المصادر والمراجع المرتبطة بموضوع
الدارسة ووصفها وتوظيفها.(([12]))
بالإضافة إلى المنهج الاستنباطي.
الفصل الثاني:
لمحة عن دولة هند وجماعة أهل الحديث
أولاً: تعريف
موجز بالهند وموقعها الجغرافي:
بعد
الاطلاع على الكتب المعنية بالهند نجد آراء مختلفة وأقوالاً متباينة تدور حول كلمة
الهند. وهي كالآتي:
منهم
من يرى أن كلمة الهند ما هي إلا تحريف لفظي لكلمة سند المشتقة من الكلمة السنسكريتية
سياند ومعناها يسيل أو ينساب وكلمة سندو هي اسم لنهر اندوس ومن كلمة هند جاء اسم
نهر اندوس واسم بلاد الهند. ومن حيث فقه اللغة فإن الهند إنما تعني بلاد نهر
الاندوس، ولقد وردت بعض الأمثلة استعملت فيها كلمتا هند وسند ككلمات مترادفة، فلقد
اتسع الاختلاف بين الكلمتين في فترة متأخرة.([13])
ومنهم
من يرى أن الهند مأخوذة من كلمة السند اسم المنطقة المعروفة في باكستان الحالية،
واختلفوا في سبب تسميته بالهند، فمنهم من يقول: إن السبب في ذلك أن أهل فارس
واليونان كانوا يتجولون على سواحل السند ويغيرون حرف السين إلى الهاء ويقولون
الهند. وأما الانجليز فغيروا الهاء إلى الهمزة فقالوا: إند (ind) وزادوا إليها ia للنسبة، فصارت كلمة إند (india).([14])
وقيل:
إن كلمة السند كان يعرفها الفرس القدماء باسم هندهو أي النهر، جرياً على عادتهم
بإبدال السين السنسكريتية بالهاء، وكان نفوذهم قبل غزو الإسكندر قد عم الجزء
الغربي من هذه البلاد وتوغلوا فيه، وهؤلاء الفرس هم الذين أطلقوا كذلك اسم الهندستان
(أي أرض الأنهار) على الشمال بأكمله من هذا الإقليم.([15])
ومنهم
من يقول: إن كلمة هندو كلمة فارسية أصلاً تدل على لون أغمق من لون الزبدة (الكريم)
وأفتح من لون التان (الصحمة: لون أسمر إلى صفار) وفي القاموس الهندستان لمؤلفه
بلات يرد تعريف كلمة هندو بأنها علامة سوداء. فقد قيل: إن الفرس لما عبروا الجبال
القائمة على الحدود (المعروفة اليوم باسم هندوكوش) أطلقوا على مواطني ذلك الإقليم
اسم هندو نظراً لكونهم سمر اللون سمرة شديدة، وأطلقوا على البلاد اسم هندستان أي
بلاد الهندو، إذن كلمة ستان تعني بلداً أو موضعاً.([16])
ومنهم
من نسبها إلى الإله إندرا إله الهند القديم.([17])
وقد
فهم بعض المؤرخين العرب القدامى أن السند والهند بلدان مختلفان كما يظهر من بيان
الإصطخر في كتابه "المسالك والممالك"، ولكن العرب يطلقون على كل هذه
البلاد لفظ الهند من قديم الزمان.([18])
وقال
القاضي أبو المعالي أطهر المباركفوري: إن العرب كانوا يعدون السند والهند ملكين
يتصل أحدهما بالآخر وأحياناً يطلقون اسم الهند على مجموعهما.
وقيل
إن السند والهند كانا أخوين من ولد بوقير بن يقطن بن حام بن نوح، وأيما كان الأصل
لكلمة الهند، فلم يختلف المؤرخون أو الجغرافيون في تحديد الرقعة التي يطلق عليها
هذا الاسم.([19])
حدود الهند وموقعها الجغرافي:
تعتبر بلاد الهند قارة مستقلة في حد ذاتها
لعظم مساحتها، وكثرة سكانها، واختلاف أجناسها وألوانها ولغاتها وتقاليدها وآدابها
وفنونها وأديانها وأفكارها، واختلاف أجوائها وفصولها، وأقسام بنائها وأنواع
معادنها الطبيعية. قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي: فإذا قيل
بلاد الهند يتبادر إلى الذهن، الهند التي تحيط بها سلسلة من جبال
"هماليا" من الشمال ممتدة إلى بلاد "كشمير" وإلى
"بوتان"، وفي الجنوب "كانيا كماري" وفي الغرب بلاد السند، وفي
الشرق "بورما"، فالبلد الذي يقع في هذه الأراضي الواسعة تسمى الهند،
ولكن الذي يظهر من دراسة الكتب القديمة أن بلاد الهند لم تكن معروفة بهذه السعة،
فالهند الفيدية هو ما كان بين بلاد كشمير إلى جزء من ولاية "أندرا
بروديش" ومن بلاد السند إلى خليج " البنغال" وأما ولايات جنوب
الهند وجزء كبير من ولاية "مهاراشتر" و "أندرا بروديش" فلم
تشمله الهند الفيدية.([20])
وأما
جغرافية الهند الحالية فتضم شبه القارة الهندية ثلاث جمهوريات في الوقت الراهن هي:
الهند وباكستان وبنجلاديش، كما أن دولتي نيبال وبوتان وجزءاً من بورما تعتبر أيضاً
من شبه القارة الهندية.([21])
وتبلغ
مساحتها مليونين من الأميال المربع أو حوالي 3،8 مليون كم2 بالإضافة إلى جزيرة
سيلان وهو ما يعادل مساحة أوربا مجتمعة باستثناء روسيا.([22])
ولهذه المساحة الكبيرة سميت بشبه القارة الهندية، وبهذا تتوسط شبه القارة الهندية
نصف العالم الشرقي حيث تمتد جنوب آسيا من هضبة إيران وأفغانستان في الغرب إلى شبه
جزيرة الهند الصينية في الشرق، ومن جبال هملايا في الشمال إلى المحيط الهندي في
الجنوب، ويتكون القسم الجنوبي من هذه البلاد العطيمة من شبه جزيرة مثلثة الشكل لها
سواحل في الغرب على بحر العرب، وسواحل في الشرق على خليج بنغال، وتطل على المحيط
الهندي في الجنوب برأس بارز هو رأس كوماري الذي هو أبعد أجزاء الهند نحو الجنوب.([23])
ُثانياً: الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية في الهند:
الوضع
السياسي: بعد
فشل الثورة قام الإنجليز باضطهاد المسلمين وإنزال الأذى بهم مع التقرب إلى
الهنادكة كما عمل الإنجليز منذ احتلالهم للبلاد على أن تكون جزءاً من مملكة
بريطانيا العظمى. وفي نفس الوقت قام الإنجليز بتطوير المناطق التي تسكنها الأغلبية
الهندكية فأنشؤوا فيها المدارس والمصانع، وسلموا الوظائف حتى الصغيرة منها
للهنادكة، وحابوهم ضد المسلمين، وأطلقوا الهنادكة والسيخ يهزؤون بالمسلمين وبدينهم
مما أدى لقيام الهنادكة باضطهاد المسلمين وقتل عدد منهم والعمل على إذابة كمانهم
الإسلامي.([24])
فإن
الإنجليز جعلوا نصب أعينهم أن يستأصلوا شأفة المسلمين ويبيدوهم عن آخرهم ويقضوا
عليهم قضاء لا تقوم لهم قائمة من بعده أبداً. فإنهم لم يغفلوا عما عزموا عليه ولا
طرفة عين، وإنهم لم يجدوا فرصة للتنكيل بالمسلمين إلا انتهزوها، وهيهات أن يلتئم
هذا الجرح على مدى الأيام والليالي.([25])
وجملة
القول إن هذه المظالم والمحن التي صبها الإنجليز على المسلمين لا تساعد الألفاظ في
التعبير عنها، فإنهم بعد ما تمكنوا في الهند حاولوا بل بذلوا كل جهودهم لاستئصال
شوكة المسلمين والقضاء عليهم.([26])
الوضع
الاجتماعي:
أما الوضع الاجتماعي فقد كان أسوأ من الوضع السياسي؛ لأن عهداً ضعفت فيه السلطة
الحاكمة أو اضطربت فيه سياستها لهو عهد حري بانتشار الأهواء والشهوات والبدع
والخرافات وظهور ألوان من الاعتداءات وصنوف من الجهالات.([27]) روج
الإنجليز الإلحاد والفساد بتصدير الحضارة الغربية للقضاء عل أخلاقيات الإسلام
ومثله، ونشروا الخلاعة والمجون والإباحية، ووسعوا الخرق بين المسلمين والهندوس
وغيرهم من طوائف الهند بتشجيع الأحزاب القومية والعلمانية.([28])
شاعت
أمراض اجتماعية كثيرة فقد كان شرب الخمر علناً وجهراً، وكانت الأعياد والأعراس
عبارة عن إراقة الخمر والرقص والغناء، وكبار رجال الدولة كانوا يحضرون مكاتبهم وهم
سكارى، حتى أن جرار الخمر كانت توضع على قبور الصلحاء ويدمنون في المساجد، والبغاء
والزنا كان جهاراً لكسب المعاش.([29])
أما
الأغنياء فانتشر بينهم الجشع والطمع وحب الثروة، وهم غالباً أرباب الصناعة
والتجارة، وأما عامة الشعب من العمال والفقراء والأحرار فشاع بينهم الكسل والتكاسل
وعدم الأمانة وعدم الشعور بأداء الواجب نحو عملهم. وأما الموظفون فسادت بينهم
الرشوة والغش والخيانة واستغلال الوظائف والمراكز في تحقيق المصالح والأغراض
الشخصية، وأما الطبقة المثقفة من الأطباء والمحامين ورجال الصحافة والكتاب وبعض
الزعماء والقوميين فقاموا بنشر الأفكار الرذيلة والأخلاق الدنيئة بهدف الكسب
المادي والربح غير المشروع.([30])
الوضع
الديني:
في ظل هذه الأوضاع السياسية المأسوية وفي مثل هذا الضعف الخلقي المتغلغل في عروق
الأمة كان الوضع الديني في غاية السوء، وفي هذه الحقبة القاسية نشأت أمة متسمة
بالإسلام مثقفة بثقافة ممتزجة من ثقافات الهند والإنجليز، وتسربت الأفكار المسيحية
مع اللغات الأوربية، والمسلمون يقتبسون من حيث لا يشعرون من المدينة النصرانية
بحجة الاطلاع على علوم الأعداء وكان على رأسهم سرسيد أحمد خان: مؤسسة جامعة على
حرة ومن حذا حذوه من زملائه ومعاصريه وقد استولت على قلوبهم هيبة استيلاء يكاد
يذهب بعقولهم ولبابهم.([31])
وقد
استخدم الإنجليز جميع الوسائل الممكنة من المدارس والمعاهد والمستشفيات ودور
الأيتام، والإذاعة والإعلام، وتوزيع الكتب والمجلات، والإعانات المادية والوظائف
والمناصب الحكومية لتحقيق أهدافهم الخطيرة والرذيلة من إثارة الشكوك والفتن بين
المسلمين وتقريبهم إلى المسيحية المحرفة.
هذا
في جانب وفي جانب آخر كان المسلمون بعيدين عن الكتاب والسنة بل كانوا منغمسين في
بحر التقليد الجامد والبدع والخرافات وشطحات الصوفية، ولم يتذوقوا عذوبة الدين
وحقيقته من منابعة الأصلية لتأثرهم بثقافات الهند والفرس والترك التي ازدهرت في
ولاية المغول.([32])
ثالثاً: الإسلام في الهند
دخل
الإسلام إلى الهند بطرق ثلاثة، ومن أهمها: شواطئ الهند الغربية الجنوبية الواقعة
في بحر العرب التي كانت مركز ارتياد التجار والرحل العرب منذ أقدم العصور في
البلاد الهندية. وهي أقدم الطرق التي دخل منها صوت الإسلام إلى الهند، وأكثرها
أثراً، وأعمقها نفوذاً، نظراً لموقعه على ساحل بحر العرب الجنوبي المواجه لساحل
جنوب جزيرة العرب، لكونه أيضاً أقدم المناطق في الشواطئ الهندية التي توثقت بينها
وبين العالم الخارجي علاقات تجارية وخاصة مع البلاد العربية.([33])
الطريق
الثاني: وهو
مناطق السند الواقعة على شواطئ الهند الغربية الشمالية في بحر العرب، حيث دخل محمد
بن القاسم الثقفي في نحو عام 92ه فاتحاً، وذلك في عهد حكم الحجاج بن يوسف الثقفي
على العراق، وشيد أول مسجد في تلك المنطقة، ووضع الأساس لأول دولة إسلامية عربية
في شبه القارة الهندية، وذلك في نحو سنة 92ه.([34])
وسميت عاصمتها المنصورة لأن الجيش العربي قد أحرز نصراً كبيراً بفتح السند، وروى
المسعودي أن المنصورة اكتسبت هذه التسمية من اسم المنصور بن جمهور الكلبي آخر
الحكام الأمويين في السند والذي في عهده فتح العرب قشمير (كشمير) وملتان،([35])
ولما انتقل الحكم إلى الدولة العباسية انتقل حكم السند أيضاً إليها واستمرت هذه
المدينة مركزاً هاماً للقيادة السياسية والعسكرية لحكم العرب في السند وكان من
الطبيعي أن تصبح السند تحت حكم العرب مركز الإشعاع للثقافة العربية والإسلامية في شبه
القارة الهندية وللعلوم والفنون العربية العديدة التي ازدهرت في عهد الأمويين
والعباسيين.([36]) ومما
لا شك فيه أن لهذا الفتح أثراً في انتشار دعوة الإسلام في أعماق البلاد الهندية،
لأن وجود دولة عربية في أرض السند كان بمثابة حافز جديد للدعاة المسلمين من العرب والهنود،
ولكن هذه الدولة كانت منحصرة في مناطق السند.([37])
الطريق
الثالث:
فهو مناطق الحدود الشمالية الغربية المجاورة لأفغانستان وإيران، وأن أول من دخل
الهند من هذا الطريق البري الجبلي الوعر هو السلطان المشهور محمود الغزنوي في نحو
سنة 392ه.([38]) وتابع
حملاته وانتصاراته في أرض الهند حتى أقام فيها دولة غزنوية تضم جزءاً كبيراً من
غربي شبه القارة الهندية وشمالها وجنوب غربيها، وتعتبر هذه الدولة الغزنوية أولى
دول المسلمين غير العرب في الهند ثم تتابعت على حكم الهند دول للمسلمين العجم،
واحدة بعد أخرى من الغوريين والمماليك، ثم التيموريين أو المغول، وكان عهد الدولة
المغلولية التي دامت من 932ه إلى 1273ه، أزهى البلاد وشهدت في عهدها حضارة من أزهى
الحضارات الإسلامية التي عرفها التاريخ. وكانت الهند في عهد حكم المسلمين مزدهرة
في الابتكارات والفنون والعلوم حتى صارت يضرب بها المثل في مجد حضارة الأمة
الإسلامية وقوتها.([39])
يقدر
عدد المسلمين في الهند حالياً بأكثر من 180 مليونا، أو ما يوازي حوالي 15% من مجمل
عدد السكان هذا البلد الذي يتجاوز مليار نسمة.([40])
رابعاً: جماعة أهل الحديث في الهند
جماعة
أهل الحديث أقدم الحركات الإسلامية في شبه القارة الهندية قامت على الدعوة لاتباع
الكتاب والسنة وفهمهما على ضوء فهم السلف الصالح وتقديمهما على قول وهدي ومحاربة
البدع والشركيات والخرافات بأنواعها. أن حركة أهل الحديث قد مرت في تلك الأيام
بمرحلة خطيرة جداً وواجهت المصائب والآلام، فنفى أهلها إلى البحر المالح، وعذبوا
في غياهب السجون بأنواع من التعذيب التي لا يمكن أن يتصورها الناس اليوم، ولكن
هؤلاء كانوا في إخلاصهم لفكرتهم، لا يبالون بما يلاقون من عذاب وتنكيل، وليسميهم
المؤرخون الذين كتبوا عن الهند من الإنجليز ومن تابعهم، بالوهابيين لنشابههم مع
حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدعوة لتطهير المجتمع الإسلامي من البدع
والخرافات، وظلت هذه التهمة سيفاً حاداً يشهره الإنجليز في كل مناسبة لتنفير عوام
المسلمين من العلماء الربانيين حتى لا تزال آثارها باقية للآن.([41])
لأهل
الحديث في الهند دور بارز في إحياء التراث العلمي ونشر الثقافة الإسلامية من خلال
الاهتمام بمجال التأليف والتصنيف في القرآن وعلومه، والحديث وشروحه وعلوم الحديث،
مع الدفاع عن العقيدة والرد على المبتدعة والفرق الباطلة، فكان منهم العلماء
والمحدثون، ومن أبرزهم في هذا المجال: العلامة السيد النواب صديق حسن خان القنوجي
البهوبائي حاكم بهوبال، فلم يترك باباً من أبواب العلم وإلا خاض فيه حتى برع في
جميع العلوم، واشتغل بالتصنيف والتأليف، ونشر كتب الحديث ودواوين السنة، فألف ما
يبلغ قريباً من ثلاثمائة كتاب مع اشتغاله بمهمات الدولة.([42])
كما
شكل مجلساً علمياً مكوناً من العلماء السلفيين ليقوم بمهمات التأليف والترجمة
وإفادة المسلمين بالتدريس، وأنشأ لذلك عدة مطابع على حسابه الخاص لطبع ونشر وتوزيع
كتب السلف الصالح، وخاصة ما يتعلق منها بأصول الاعتقاد والتفسير والحديث.([43])
برز
اهتمام أهل الحديث بالدعوة والتدريس وإنشاء المدارس والجامعات، ومن أبرزهم:
العلامة السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، والذي انتهت إليه رئاسة الحديث في بلاد
الهند، واستمر في تدريس العلوم الشرعية والحديث في دلهي قرابة ستين عاماً بالإضافة
إلى الدعوة الإسلامية الصحيحة حتى قيل إنه اعتنق في عصره نحو مليونين من المسلمين
العقيدة الصحيحة تائبين عن العقائد الشركية والبدعية. وتخرج على يده من أعلام
السنة والدعوة في العصر الحديث أمثال: الإمام المحدث عبد الله الغزنوي وشمس الحق
العظيم آبادي، عبد الرحمن المباركفوري، وسعد بن حمد بن عتيق النجدي والذي نشر سند
شيخه في بلاد الحجاز ونجد وغيرهم ولا زالت مدرسته معمورة إلى اليوم بدلهي.([44])
تشكيل جمعية
أهل الحديث الهندية:
نظراً
إلى ظروف الهند الخاصة من سياسة الإنجليز المعادية للمسلمين ووقوف الطوائف
المختلفة ضد الإسلام وابتعاد أبناء المسلمين من تعاليم الدين الصحيح قرر علماء أهل
الحديث برئاسة شيخ الإسلام أبي الوفاء ثناء الله الأمر تسري في عام 1906م تشكيل
جمعية لهم تقوم على نشر الدعوة الإسلامية السلفية بين أبناء البلاد على صورة منسقة
ومقاومة الحركات الهدامة ومواجهة تحديات العصر تحت اسم "مؤتمر أهل الحديث
لعموم الهند" وعرف فيما بعد ب"جمعية أهل الحديث المركزية لعموم
الهند" وعين شيخ الإسلام أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري أميناً عاماً
للجمعية، وانتخب المحدث العلامة عبد الله الغازيفوى رئيساً لها، وانضم إليها فطاحل
العلماء السلفيين، وغطت جهودهم الهند وقراها.([45])
وفي
عام 1947 انقسمت شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان، فضعفت حركتهم وفقدوا أكبر
مؤسسة تعليمية لهم "دار الحديث الرحمانية" بدلهي، فسارعوا إلى تشكيل
الجمعية من جديد في كلتي الدولتين فاستعادتا قوتهما، وأسسوا الجامعات والمعاهد
والمدارس الجديدة لتلبية حاجات العصر وتدريس علوم الكتاب والسنة على منهج السلف
الصالح. ومن أبرز هذه الجامعات في الهند: الجامعة السلفية ببنارس كأكبر جامعة
إسلامية سلفية في الهند، تأسست عام 1383ه/1963م، والحديث في الفصل الثاني يكون عن
هذه المؤسسة المباركة بإذن الله تعالى.
الفصل الثالث: الجامعة السلفية ببنارس ودوره في تعليم الأقليات المسلمةأولاً: تأسيس الجامعة السلفية ببنارس:
تم
إنشاء الجامعة السلفية بناء على ما قررته جمعية أهل الحديث الهندية من إنشاء مؤسسة
علمية كبيرة تعنى بدراسة علوم القرآن والسنة واللغة العربية وآدابها والعقيدة
والتوحيد. قد أنشئت هذه الجامعة في مدينة بنارس بولاية أوتر براديش (شمال الهند)
في سنة 1383ه/1963م. وبهذه المناسبة انعقد حفل كبير حضره صاحب السعادة يوسف
الفوزان (سفير المملكة العربية السعودية بالهند في ذلك الوقت) بأمر من صاحب
الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، وكبار السلفيين وعدد من الشخصيات البارزة.
ومن هنا بدأت مرحلة البناء والتعمير في الجامعة وتحمل كافة المسؤوليات بهذا الصدد
هيئة الجامعة الرحمانية التي تعتبر الهيئة المشرفة على الجامعة وقد اجتمع المجلس
الإداري للجامعة في 30 يناير 1966م فوضع قوانين الجامعة وأصولها وفي ضوء هذه
القوانين تم تسجيل اسم الجامعة لدى الحكومة الهندية.([46])
ثم
جاء بعد ذلك مرحلة افتتاح الجامعة وبداية العمل فيها وبهذه المناسبة عقدت جمعية
أهل الحديث الهندية حفل الافتتاح في شهر ذي القعدة سنة 1385ه، حضره بأمر من جلالة
الملك فيصل ابن عبد العزيز رحمه الله، صاحب السعادة محمد الحمد الشبيلي (سفير
المملكة العربية السعودية بالهند في ذلك الوقت) وعدد من كبار العلماء وكذلك اشترك
في هذا الحفل فضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد (الأستاذ الجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة) نيابة عن صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في ذلك الوقت)، وبعد هذا الحفل بدأت
الجامعة عملها بنظم وتنسيق وانتظمت فيها الدراسة.([47])
وكان
الشيخ العلامة عبيد الرحماني مؤلف مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح أنتخب أول رئيس
لها، وقد ظل على هذا المنصب إلى آخر حياته، وقد توفي عام 1414ه. وانتخب الشيخ عبد
الوحيد عبد الحق أول أمين عام لهذه الجامعة، وهو أيضاً قد خدم الجامعة طيلة حياته،
وتوفي عام 1410ه. ومن كبار العلماء الذين بذلوا جهوداً مشكورة للرقي بهذه الجامعة
الشيخ مختار أحمد الندوي، والشيخ صفي الرحمن المباركفوري، والشيخ محمد يحيى
البنارسي، والشيخ محمد رئيس الندوي، والدكتور مقتدي حسن الأزهري، والدكتور جاويد
أعظم البنارسي، رحمهم الله أجمعين وتقبل مساعيهم.([48])
ونظراً
إلى حاجة الطلبة إلى الأساتذة العرب المتخصصين لرفع مستواهم في اللغة العربية
وإجادتها تكلماً وكتابة تقدم مجلس الجامعة بطلب إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة لإيفاد الأساتذة العرب إلى الجامعة السلفية للقيام بالتدريس، والجامعة قد
رفعت هذا الطلب إلى جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة،
وجلالته قد تكرم بالموافقة عليه فبدأت الجامعة الإسلامية ترسل أستاذين في بداية كل
عام دراسي والأستاذان يقومان بالتدريس في الجامعة وبالتوجيه والإرشاد في المجال
العام، وبعد نهاية العام الدراسي يعودان إلى المملكة. وقد ترتبت على بقائهما في
الجامعة وتوليهما فيها التدريس آثاراً طيبة نافعة، وبذلك قد ازداد إقبال الطلبة
على الجامعة السلفية.([49]) ومن
المشايخ الذين درسوا في هذه الجامعة المباركة: الشيخ ربيع هادي المدخلي، والشيخ
عبد الله الغنيمان، والشيخ هادي أحمد طالبي، والشيخ علي المشرف، والشيخ صالح
العلي.([50])
ونظراً
إلى حاجات الجامعة في مرحلة البناء والتعمير قد كوّن مجلس الجامعة وفداً للقيام
بزيارة البلاد العربية حتى يمكن التعريف بالجامعة وشرح مناهجها وأهدافها والحصول
على ما يساعد في تحقيق الغايات المنشودة من إنشاء الجامعة. وكانت الزيارة ناجحة
بحمد الله تعالى.([51])
ثانياً: مناهج التعليم في الجامعة السلفية ببنارس:
أهداف الجامعة
السلفية:
قد
ركزت الجامعة عنايتها بصفة خاصة على الأهداف التالية:
1-
تدريس
القرآن الكريم والسنة النبوية كمصدرين أساسيين للشريعة الإسلامية.
2-
دراسة
اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية والاجتماعية القديمة منها والحديثة.
3-
نشر
العلوم الإسلامية والأدبية، والاحتفاظ بالتراث الإسلامي، والاهتمام بتعميم اللغة
العربية في الهند.
4-
إعداد
الدعاة الصالحين.
5-
الاعتناء
بناحية التأليف والطبع في مختلف اللغات العالمية المهمة، وإعداد الكتاب الإسلاميين
الجامعيين بين الاعتزاز بالتراث الإسلامي والرد على أعداء الإسلام والدفاع عن
الدين.
6-
محاربة
البدع والخرافات والعادات الجاهلية والفاشية في المجتمعات الإسلامية.([52])
7-
إصدار
مجلة علمية شهرية باللغات العربية والأردية والإنجليزية تعني بالدراسات الإسلامية
وبشؤون الثقافة والفكر.
8-
المحاولة
الجادة لتوحيد صفوف المسلمين والعودة بهم إلى التمسك بالكتاب والسنة لأن عزتهم
وكرامتهم مرهونة بذلك.([53])
إدارة الجامعة
السلفية:
الجامعة مؤسسة ذات كيان مستقل وليست تابعة
لأي جهة علمية ولها رئيس وأمين عام وناظم التعليم العام، ومدير التعليم، ومراقب
الدراسة، والمشرف الاجتماعي، وهو أحد المدرسين. ومدير التعليم يقوم بالتدريس في
نصف جدول مدرس كامل مع القيام بالأعمال الإدارية وهو المسؤول عن مواظبة الطلبة
والمدرسين وسائر الموظفين، كما يقوم بتنظيم الجداول الدراسية وتعديل الأوقات حسب
الحاجة وغير ذلك من الأعمال الإدارية مع التعاون مع مجلس الإدارة للجامعة فيما
تدعو إليه الحاجة.
1) مجلس
الإدارة:
للجامعة مجلس تحت عنوان مجلس الإدارة، يتكون هذا المجلس من مدير التعليم وأربعة من
هيئة التدريس بما فيهم شيخ الحديث يدعون على حسب الحاجة ويكون اجتماعهم بعد كل
أسبوعين. ويتدارس المجلس الشؤون الإدارية للجامعة بما في ذلك قبول الطلبة
والابتعاث والعقوبات التي لا تصل إلى حد الفصل وغير ذلك من الشؤون الداخلية التي
يعرضها عليه مدير التعليم.
2) وهناك مجلس
أعلى للجامعة برئاسة رئيس الجامعة وعضوية كل من الأمين العام وناظم التعليم وأعضاء
الجمعية المركزية في كل مقاطعة واجتماع هذا المجلس يكون بدعوة من الرئيس حسب
الحاجة. ويتدارس هذا المجلس الشؤون المالية للجامعة والنظر في التوسيعات التي
يقدمها مجلس الإدارة، يعرضها على هذا المجلس مدير التعليم وله حق أن يشترك في هذا
المجلس إذا دعت الحاجة إلى ذلك.([54])
مراحل التعليم
في الجامعة السلفية:
1) قسم تحفيظ
القرآن. 2) قسم المتوسطة. 3) القسم الثانوي. 4) القسم العالي.
قسم تحفيظ
القرآن الكريم:
ويسمى مدرسة زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم. وقد اهتمت الجامعة السلفية من
بداية إنشائها بكتاب الله تعالى عز وجل تحفيظاً وتجويداً وتعليماً وتفسيراً،
وتربية الطلاب على تعلمه وتحسين قراءته والعمل بموجبه والتخلق بأخلاقه. ومبنى هذه
المدرسة حالياً يبعد من المقر الرئيسي للجامعة بنحو نصف كيلو متر فقط، كان من قبل
عمارة قديمة وكان يسكنها بعض موظفي الجامعة، فقرر المسؤولون إعادة بنائها ونقل قسم
المتوسطة وقسم تحفيظ القرآن الكريم إليها، وهذا يحقق هدفين: الأول: بعد نقل هذين
القسمين من المبنى الرئيسي للجامعة تستغل الأماكن الخالية فيه لاستقبال طلاب آخرين
في المراحل الأخرى غير المرحلتين المذكورتين، والثاني: هذا النقل يحقق هدفاً
تربوياً أيضاً، لأن طلاب التحفيظ والمتوسطة يكونون في الغالب صغاراً، فينبغي أن لا
يسكنوا مع الطلاب الأكبر منهم سناً.([55])
قسم المتوسطة: مدة الدراسة في قسم المتوسطة
بالجامعة السلفية سنتان: يدرس فيه المواد الآتية:
1- حفظ القرآن 2- تفسير القرآن 3- الحديث
النبوي الشريف 4-
التوحيد 5- قواعد
اللغة العربية 6-
المطالعة والإنشاء 7- اللغة الأردية 8-
اللغة الإنجليزي 9-
التاريخ.([56])
القسم الثانوي: مدة الدراسة فيه أربع سنوات. يدرس
فيه المواد الآتية:
1- حفظ القرآن
الكريم 2- تفسير القرآن الكريم 3- الحديث النبوي الشريف 4- الفقه 5- التوحيد
6- قواعد اللغة العربية 7- الأدب العربي 8- البلاغة
9- الإنشاء والمطالعة 10- التاريخ
11- الأصول 12- علم المصطلح 13- علم الميراث 14- المنطق
15- اللغة الأردية 16- اللغة الإنجليزية.([57])
القسم العالي: مدة الدراسة سنتان. يدرس فيها
المواد الآتية:
1- تفسير
القرآن 2-
الحديث النبوي الشريف
3- الفقه 4-
التوحيد
5- القواعد
العربية 6-
الأدب
7- البلاغة 8-
الأسانيد
9- المذاهب
الهدامة 10-
الأديان والفرق
11- حاضر
العالم الإسلامي 12-
أصول الفقه
13- أصول
الحديث 14-
المنطق والفلسفة([58])
أساليب وطرق
التدريس:
الأمور التي تلاحظ في تدريس المواد:
1- حفظ القرآن:
يعين المدرس
لطلابه بعض الآيات للحفظ ويقرئها في الفصل ثم يسمع تلك الآيات في الدرس القادم
فتلاحظ مخارج الحروف وصفاتها.([59])
2- تفسير
القرآن الحكيم:
على المدرس أن يبين لتلامذته معاني المفردات كلمة كلمة على السبورة مع الإملاء على
الطلبة.
· عليه بيان أسباب نزول الآيات
بالاختصار.
· عليه شرح الآيات شرحاً إجمالياً.
· على مدرس القسم الثانوي والقسم
العالي أن يستنبط الأحكام في الآيات المدروسة ثم يبين المسائل الاختلافية ويرجح
رأي إمام يقوى جانبه من حيث الدليل: الكتاب والسنة.([60])
3-
الحديث النبوي الشريف: على
الأستاذ أن يملي على الطلبة ترجمة صاحب الكتاب.
· على المدرس أن يبين معاني المفردات
كلمة كلمة على السبورة مع الإملاء على الطلبة.
· عليه أن يبين المسائل الاختلافية في
القسم الثانوي ويبين المعاني بعد شرح الحديث شرحاً إجمالياً.
· على المدرس إن يختار عشرة أحاديث
التي تتعلق بالآداب الإسلامية فيحفظها الطلبة كل سنة ويشجع الأستاذ على حفظ
الأكثر.([61])
4- الفقه:
على الأستاذ أن ينير قوى الطلبة وأذهانهم على حرية الفكر حتى يبتعدوا عن التعصب
المذهبي فيقبلوا كل ماله سند من الكتاب والسنة بغض النظر عن شخصية ما. وعلى
الأستاذ أن يكتب موضوع الدرس على السبورة في القسم العالي ثم يبين آراء العلماء
والفقهاء على المسألة ثم يوضح أدلة كل فقيه ويرجح قول كل من له قوة في الأدلة
الشرعية.([62])
5- الإنشاء
وقواعد اللغة العربية: على
الأستاذ ان يكتب موضوع الدرس على السبورة ثم يشرحه للطلبة عليهم تمارين الدرس
كوظيفة البيت ثم يصحح تلك التمارين في الدرس القادم.
6- التاريخ: على الأستاذ أن يعين لطلابه موضوعاً
من الكتاب فيلخصون ذلك الموضوع بكلماتهم الخاصة في اللغة العربية.
7- الأسانيد: تحتوي مذكرة الأسانيد على الأمور
الآتية:
أ) شرح مفردات الأحاديث.
ب) شرح الأحاديث شرحاً إجمالياً.
ت) بيان الأحكام المستنبطة من الأحاديث.
ث) تراجم رواة الأحاديث من كتب أسماء الرجال.
ج) حكم الأحاديث حسب السند.([63])
ثالثاً: الخدمات الإضافية في الجامعة السلفية ببنارس:
أولاً: مكتبة
الجامعة:
إن الجامعة قد خصصت مبنى كبراً تشغله
المكتبة العامة وذلك نظراً لأهميتها في حياة العلماء والطلبة، فإنهم بها ينهضون
وعليها يعتمدون في بناء مستقبلهم العلمي، والمكتبة غنية بالمراجع والمصادر تسهل
للباحثين عملهم وتوفر لهم الراحة والهدوء فيستمرون في أعمالهم وبحوثهم بتفرغ
وهدوء. وهذه المكتبة تضم آلاف الكتب العربية والأردية في موضوعات شتى، وهذه الكتب
منها ما اشترته الجامعة، ومنها ما أهدي إليها من أصحاب الفضل والخير في البلاد
العربية وفي الهند، وبذلك صارت هذه المكتبة جامعة للمكتبات العديدة ومشتملة على
أنفس المراجع الإسلامية والأدبية. ولا ننسى التشجيعات والمساعدات التي تلقيناها
بصورة الكتب من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر. وهذه الكتب قد ساعدت
كثيراً الطلبة والأساتذة والباحثين، وبها تمكنوا من سد حاجاتهم في المرحلة
الدراسية.([64])
ثانياً: دار
الترجمة والتأليف والنشر:
كان
إنشاء هذا القسم في الجامعة تلبية لحاجة العصر إلى الأدب الصالح الهادف والمؤلفات
النافعة التي تساعد الأمة في التمسك بالدين والأخلاق، وترشد الشباب إلى معرفة
مسؤوليتهم وأداء واجبهم نحو الأمة والمجتمع الإنساني كله، وتزودهم بثقافة واسعة
ووعي إسلامي قوي حتى يقوموا بدورهم المنشود في العصر الحاضر.([65])
ومن
أول ما قام به هذا القسم لتحقيق أهدافه العليا أنه أصدر مجلة باسم "صوت
الأمة" باللغتين: الأردية والعربية. وهذا القسم قام بطبع عدة كتب، من أهمها:
مرعاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح لفضيلة الشيخ عبيد الله الرحماني، تقوية الإيمان،
حصول المأمول، شذا العرف، نزهة النظر، مجموعة من النظم والنثر.([66])
ثالثاً: لجنة
الفتيا والإرشاد:
هناك لجنة مشكلة من أساتذة الجامعة
للفتيا والإرشاد وهذه اللجنة ترشد المسلمين وتوجههم وتجيب عن الأسئلة التي ترد إلى
الجامعة من المسلمين في أقطار الهند يريدون معرفة حكم الشريعة الإسلامية في
الأحداث والقضايا التي تواجههم في حياتهم اليومية. واللجنة تحاول في إجابتها
المحافظة على روح الدين وإرشاد الناس إلى طريق الحق والسعادة وتبصيرهم بمزايا
الشريعة الإسلامية من السمو والكمال ومرعاة مصالح الناس.([67])
رابعاً:
المطبعة:
كانت دار الترجمة والتأليف تواجه مشاكل
كبيرة، وكثيراً ما كانت تعرض مشاريها للتعطل والتأخير بسبب عدم وجود المطبعة
الخاصة بالدار، فكانت الكتب تطبع في المطابع الخارجية، ولم تكن معاملة أصحاب هذه
المطابع بحيث يمكن لنا تنفيذ خططنا في الأوقات المحددة، ولأجل أن نتفادى ذلك قد
اشترينا مطبعة لسد حاجاتنا وحل مشاكلنا، وقد بدأت هذه المطبعة عملها وفيها يطبع
المجلة والمرعاة وغيرها من الكتب. ونظراً إلى حاجات المطبعة وعمل التصفيف قد تم
بناء أربع حجرات خاصة بشؤون المطبعة وما يلزمها. والأمل أن الدار تتمكن بذلك من
تنفيذ وإنجاز المشاريع الأخرى في المستقبل القريب.([68])
خامساً: عقد
مؤتمرات:
وقد عقدت الجامعة نحو خمسة عشر
مؤتمراً وندوة علمية عالمية ومحلية إلى جانب الاجتماعات والحفلات العامة والخاصة،
ثم نشر بحوث كثيرة منها في مجلدات مستقلة يستفيد منها الباحثون، وما هذا المؤتمر
إلا حلقة من هذه السلسلة العلمية والدعوية النافعة بإذن الله تعالى.([69])
في رحاب الجامعة السلفية عقدت ندوة حول
دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بعنوان: "الحركة الوهابية: حقائق
وافتراءات" وذلك في قاعة المحاضرات في الجامعة عام 2010م برئاسة فضيلة الشيخ
عبد الله سعود بن عبد الوحيد السلفي (الأمين العام للجامعة)، وبحضور ضيف الشرف
فضيلة الشيخ أصغر علي إمام مهدي السلفي (الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية
لعموم الهند).([70])
سادساً: تدريب
على كمبيوتر:
نظراً إلى حاجة الطلاب المتخرجين في
الجامعة إلى إتقان المهارات الفنية وإلى أداء المهمة الوظيفية أنشأت الجامعة قسم
التدريب، نظمت لهم فيه التدريب على الكمبيوتر، وذلك باللغات العربية والانجليزية
والأردية. وقد اقتضت الظروف نقل قسم الكمبيوتر من داخل الجامعة إلى مبنى منفصل
ليكون قسماً مستقلاً، ويستفيد منه طلاب الجامعة وغيرهم على السواء، وقد سمي باسم
"سلفية كمبيوتر أستي تيوت" ويسعى المسؤولون لتطويره أكثر.([71])
رابعاً: مظاهر نجاح الجامعة السلفية ببنارس في تعليم الأقليات المسلمة:
قد نجحت الجهود التي بذلها المسؤولون
لتحقيق أهداف الجامعة السلفية. فمن مظاهر هذا النجاح ما يلي:
1- إن الجامعة
الإسلامية قد تكرمت مشكورة بإعطاء أربع منح دراسية لمتخرجي الجامعة السلفية، فمنذ
إنشاء الجامعة يذهب أربعة طلاب كل سنة لتلقي دراساتهم في الجامعة الإسلامية. وتكون
نتائج هؤلاء الطلاب ممتازة دائماً، وبعض الطلاب قد حصلوا على أكبر مجموعة من
الأرقام في الجامعة كلها وبناء على ذلك قد أشاد أحد مسؤولي الجامعة الإسلامية بدور
الجامعة السلفية فقال: "إن الجامعة السلفية بالهند تقوم بنفس الخدمة التي
تقوم بها الجامعة الإسلامية بالمملكة.([72])
2- قبول
الجامعة السلفية عضواً في جمعية الجامعات الإسلامية بالرباط. وأملنا قوى أن هذه
الجمعية ستلعب دوراً هاماً في التقريب بين مناهج الجامعات الإسلامية وفي تنشيط
الدراسات والبحوث الإسلامية التي يقوم بها الباحثون في مختلف الجامعات. ولا شك أن
مناهج الجامعات في البلاد الإسلامية في حاجة إلى إعادة النظر فيها، وجعلها أكثر
ملائمة لتحقيق الأهداف الدينية وتوجيه الشباب المسلم وجهة إسلامية سليمة وبإمكان
الجمعية أن تبذل الجهود لذلك.([73])
3- تبادل
الوفود الثقافية واللقاءات المثمرة في نجاح التعليم والتربية في البلدان
الإسلامية، فقد قام كل من أمين عام الجامعة السلفية ونائب رئيسها بزيارات عديدة
البلاد الإسلامية وكذلك جاءت إلى الجامعة وفود وشخصيات في مختلف المناسبات ومن
الذين وصلوا إلى الجامعة واطلعوا على نشاطها في المجال الدراسي والبنائي: صاحب
السعادة الشيخ يوسف الفوزان (سفير المملكة العربية السعودية لدى الهند)، وصاحب
السعادة الشيخ محمد الحمد الشبيلي (سفير المملكة أيضاً)، وفضيلة الشيخ عبد القادر
شيبة الحمد (الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، وفضيلة الشيخ محمد عبد
الوهاب البنا (الموجه الديني في وزارة المعارف)، وفضيلة الشيخ عبد المحسن علي
بابصيل (مدير إدارة التوعية الإسلامية بوزارة الحج والأوقاف)، وفضيلة الشيخ أمين
العبد الله (المدير العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي بمكة)، وفضيلة الأستاذ
عبد المحسن بن إبراهيم آل الشيخ (رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة
والإرشاد بالرياض)، وفضيلة الشيخ عبد الله العقيل (مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف
بالكويت)، وفضيلة الدكتور مختار الدين أحمد (أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية
وآدابها وعميد كلية الآداب بجامعة عليكره الإسلامية).([74])
4- في 14/07/
2008م تشرف مسؤولو الجامعة السلفية وأساتذتها وطلابها بالترحيب بالوفد الكريم من
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المكون من كل من فضيلة الدكتور سليمان بن عبد
الله الغفيلي (عميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية)، وفضيلة الشيخ سليمان بن دخيل
القشعمي (مدير مكتب مدير الجامعة الإسلامية)، قام هذا الوفد بجولة في الجامعة
واطلع على نشاطاتها وإنجازاتها كما قام بجولة في المدارس التابعة للجامعة في بنارس
ثم عقد في قاعة المحاضرات حفل الترحيب بالضيوف وأعرب الضيوف شكرهم لمنسوبي الجامعة
السلفية ووعدهم بأن يوصلوا خدمات الجامعة السلفية إلى خادم الحرمين الشريفين.([75])
5- مناسبة
سعيدة وفرصة أتيحت لمنسوبي الجامعة ومسلمي بنارس إذ تشرفوا بالاجتماع مع سماحة
الشيخ محمد بن عبد السبيل (إمام الحرم المكي الشريف)، وبرفقته فضيلة الشيخ سليمان
بن عثمان المنيعي (مدير الشؤون الدينية في شؤون الحرمين الشريفين) وفضيلة الأستاذ سليمان
بن محمد السبيل (الأستاذ بجامعة الملك فيصل بالدمام). كانت الزيارة قصيرة والوقت
ضيقاً، ولكن سماحة الإمام الموقر آثر أن بعد الوصول إلى الجامعة يشاهد ثانوية
البنين الواقعة في مبنى الملك فهد وكلية البنات التي يجرى توسيعها الآن. بعد ذلك
اجتمع الإمام الموقر مع الصحفيين وأجاب على أسئلتهم وناقش معهم بعض القضايا
المعاصرة. ثم بعد ذلك اجتمع مع عامة الناس وألقى فيه كلمات مفيدة نافعة.([76])
الخاتمة
وهي
تتضمن النتائج والتوصيات والمقترحات، وبيانها كالآتي:
أولاً:
النتائج:
1-
يرجع عهد الإسلام في الهند إلى القرن الأول من
الهجرة، فالتاريخ يذكر أن المسلمين العرب قد وصلوا إلى الهند عن طريق مليبار في
عهد الخلافة الراشدة، والأمويون فتحوا السند 93ه، ومحمود الغزنوي والأتراك فتحوا
بلاد الهند (388-650) والمسلمون توارثوا الحكومة إلى أن ابتليت الهند بالاستعمار
البريطاني سنة 1857م.
2-
أعز
الفترات الإسلامية في الهند وأكملها وقوفاً عند أحكام الإسلام هي فترة حكم فيروز
تغلق وفترة أورنك زيب عالمكير رحمهما الله.
3-
الأوضاع
السياسية والاجتماعية والدينية في مطلع القرن الرابع عشر الهجري كانت مأسوية جداً،
وكان الوضع الديني في غاية السوء نشأت أمة متسمة بالإسلام مثقفة بثقافات ممتزجة من
ثقافات الهند والإنجليز، وانتهزت إرساليات التنصير الفرصة لتضليل المسلمين، وشجعت
الحكومة البريطانية الفرق المناهضة للإسلام مثل القاديانية والبريلوية.
4-
قام
الإمامان –السيد أحمد الشهيد، والشاه إسماعيل الشهيد- بتنظيم الدعوة الإسلامية
الشاملة وجولات متواصلة في ربوع الهند، وخاضا المعارك الدامية مجاهدين في سبيل
الإسلام وإعلاء كلمة الله ضد الاستعمار حتى استشهدا في معركة بالاكوت 24/11/1246ه.
5-
من
مظاهر نجاح الجامعة السلفية أنه قد شرف هذه الجامعة بزيارتهم الكريمة كبار
الشخصيات الإسلامية من الداخل والخارج وأن المملكة العربية السعودية أوفدت عدداً
من المدرسين السعوديين للتدريس بالجامعة.
6-
أسست
الجامعة السلفية بهدف نشر العلوم الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات والعادات
الجاهلية المنتشرة في المجتمعات الإسلامية.
ثانياً:
التوصيات:
في
ضوء النتائج المتقدمة فإن الباحث يوصي بما يلي:
1-
التركيز
في الاهتمام على الجوانب التعليمية والتربوية فالحاجة ما زالت قائمة.
2-
الاستمرار
في إجراء البحوث العلمية وصولاً إلى حلول للمشكلات المتجددة في المجتمع.
3-
الاهتمام
بالشؤون الاجتماعية بشتى صورها وأشكالها، فهي معضلة متعاقبة ومترامية الأطراف.
4-
تخصيص
ميزانية مناسبة لأنشطة خدمة المجتمع.
5-
الإعلان
ونشر ما لدى الجامعة من خدمات وإنجازات.
6-
التوازن
بين النصاب التدريسي والإداري والخدمي لدى عضو هيئة التدريس.
ثالثاً:
المقترحات:
1-
إجراء
دراسة مقارنة حول دور الجامعات الإسلامية في تقديم الخدمات للمجتمع، بحيث يشتمل
مجتمع الدراسة فيها على جامعات من عدة دول حول العالم.
2-
إجراء
دراسة مماثلة حول دور الجامعات الإسلامية في تقديم الخدمات للمجتمع، من وجهة نظر
مؤسسات المجتمع الإنتاجية والاجتماعية والخدمية.
3-
إجراء
دراسات عن مدى ملائمة الخدمات المقدمة من الجامعات الإسلامية لاحتياجات المجتمع من
وجهة نظر المستفيد.
فهرس المصادر
والمراجع
1-
ابن
منظور: لسان العرب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط3، 1999م.
2-
ابن
عثيمين: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، الرياض: دار الثريا، ط1،
1429ه.
3-
أعظمي،
أسعد بن محمد: إمام الحرم المكي الشريف يشرف الجامعة السلفية بزيارته، مجلة صوت
الأمة، رمضان، 1431ه.
4-
أعظمي،
أسعد بن محمد: تعريف موجز بمدرسة زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم، مجلة صوت
الأمة، جمادى الآخرة، 1434ه.
5-
أعظمي،
أسعد بن محمد: لمحة عن الجامعة السلفية، مجلة صوت الأمة، الهند: مطبعة الجامعة
السلفية ببنارس، جمادى الآخرة، 1434ه.
6-
أعظمي،
أسعد بن محمد: ندوة علمية حول دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، مجلة صوت
الأمة، محرم الحرام، 1431ه.
7-
أعظمي،
أسعد بن محمد: وفد كريم من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يزور الجامعة
السلفية، مجلة صوت الأمة، شعبان المعظم، 1429ه.
8-
الأعظمي،
ضياء الرحمن: دراسات في اليهودية والنصرانية وأديان الهند، مكتبة الرشد، ط1،
2001م.
9-
الأعظمي،
ضياء الرحمن: فصول في أديان الهند، المدينة المنورة: دار البخاري للنشر والتوزيع،
ط1، 1997م.
10-
الألوائي،
محيي الدين: الدعوة الإسلامية وتطورها في شبه القارة الهندية، دمشق: دار القلم،
ط1، 1986م.
11-
البلاذري،
أبو الحسن: فتوح البلدان، مصر: بيت الأفكار الدولية، ط2، 1993م.
12-
بيرزادة،
شريف الدين: نشأة باكستان، جدة: دار السعودية، ط1، 1969م.
13-
الجامعة
السلفية: لمحة عن الحركة السلفية بالهند ونشاط الجامعة السلفية ببنارس، الهند: بنارس،
ط1، 1395ه.
14-
الساداتي،
أحمد محمود: تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية وحضارتهم، المطبعة النموذجية،
د.ت.
15-
الشهراني،
عبد الله رفدان: منهج الشيخ المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي،
رسالة ماجستير غير منشورة في جامعة أم القرى.
16-
صادق،
دولت أحمد: جغرافية العالم، مصر: مكتبة انجلو المصرية، ط1، 1966م.
17-
عبد
الوهاب خليل الرحمن: الدعوة السلفية في شبه القارة الهندية وأثرها في مقاومة
الانحرافات الدينية، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى، 1406ه.
18-
غنيم،
عادل حسن: تاريخ الهند الحديث، مصر: مكتبة الخانجي، ط1، 1980م.
19-
فتاوى
اللجنة الدائمة للإفتاء، الرياض: دار العاصمة، ط1، 1411ه.
20-
القنوجي،
سيد صديق حسن: الحطة في ذكر الصحاح السنة، باكستان: مطبعة المكتبة العلمية، ط13،
1397ه.
21-
لقمان،
أختر جمال: السيد صديق حسن القنوجي: آراؤه الاعتقادية وموقفه من عقيدة السلف،
الرياض: دار الهجرة للنشر والتوزيع، ط1، 1417ه.
22-
مجمع
اللغة العربية: المعجم الوسيط، القاهرة: دار الدعوة، ط4، 2004م.
23-
مرسي،
محمد: الهند تاريخها وتقاليدها وجغرافيتها، القاهرة: مؤسسة سجل العرب، ط1، 1956م.
24-
مروان،
عبد الرحمن: مكانة المسلمين في الهند، www.iba.org.il/arabil/arabic.aspx?...،
وقت الدخول: 06/01/1436ه.
25-
المصري،
عبد الله محمد: حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة، المدنية المنورة: الجامعة
الإسلامية، ط2، 1410ه.
26-
المودودي،
أبو الأعلى: الحجاب، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1398ه.
27-
المودودي،
أبو الأعلى: الصلاح والفساد، باكستان: الجامعة الإسلامية، ط1، 1983م.
28-
موقع
الجامعة السلفية ببنارس، aljamiatussalafiah.org/،
وقت الدخول: 19/02/1436ه.
29-
الندوي،
أبو الحسن: المسلمون في الهند، دمشق: دار ابن كثير، ط1، 1420ه.
30-
الندوي،
مسعود عالم: تاريخ الدعوة الإسلامية في الهند، باكستان: دار العربية، د.ت.
31-
النمر،
عبد المنعم: كفاح المسلمين في تحرير الهند، القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1384ه.
فهرس الموضوعات
شكر
وتقدير........................................................
|
3
|
الفصل
الأول: المقدمة، وفيها بيان:.................................
أسئلة
البحث.......................................................
أهداف
البحث.....................................................
أهمية
البحث........................................................
حدود
البحث.......................................................
مصطلحات
البحث.................................................
الدراسات
السابقة...................................................
خطة
البحث........................................................
منهج
البحث.......................................................
|
4
5
6
6
6
6
7
8
9
|
الفصل
الثاني: لمحة عن دولة هند وجماعة أهل الحديث: وفيه:
أولاً:
تعريف موجز بالهند وموقعها الجغرافي..............................
ثانياً:
الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية في الهند...................
ثالثاً:
الإسلام في الهند...............................................
رابعاً:
جماعة أهل الحديث في الهند.....................................
|
10
10
13
16
18
|
الفصل
الثالث: الجامعة السلفية ببنارس ودوره في تعليم الأقليات المسلمة،
وفيه.....................................................
أولاً:
تأسيس الجامعة السلفية ببنارس..................................
ثانياً:
مناهج التعليم في الجامعة السلفية ببنارس..........................
ثالثاً:
الخدمات الإضافية في الجامعة السلفية ببنارس......................
رابعاً:
مظاهر اهتمام المملكة العربية السعودية بالجامعة السلفية ببنارس.....
|
21
21
23
28
30
|
الفصل
الرابع: الخاتمة، وفيها أهم:..................................
النتائج..............................................................
التوصيات...........................................................
المقترحات...........................................................
|
33
33
34
34
|
فهارس
البحث:....................................................
فهرس
المصادر والمراجع...............................................
فهرس
الموضوعات...................................................
|
36
36
39
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق